اعتقال طبيب تركي خدّر 40 طفلا وزرع فيهم "ذكريات كاذبة"
أفادت صحيفة بيرغون اليومية بأن السلطات التركية ألقت القبض في 14 سبتمبر على الدكتور سليمان صالح زور أوغلو بعد أن اتهمته عائلات دة بأنه حقن الكيتامين سرا للأطفال بعد تشخيصهم باضطراب الهوية الانفصامية في عيادته الخاصة، وزرع ذكريات كاذبة لديهم عن العنف الأسري، وجعلهم يعتقدون أن عائلاتهم اغتصبتهم.
بين عامي 2011 و2016، كان الطبيب رئيسا لقسم الطب النفسي للأطفال في كلية الطب في إسطنبول. بين عامي 2010 و2016، عمل زور أوغلو في معهد الطب الشرعي وكان الخبير الوحيد في مجال الاعتداء الجنسي على الأطفال.
تم فصل زور أوغلو من منصبه في المؤسسة في إسطنبول بسبب كونه عضوا في جماعة غولن، التي يشار إليها باسم منظمة فتح الله الإرهابية (FETÖ) من قبل الحكومة التركية.
بعد إطلاق سراحه، بدأ في استقبال المرضى، ومعظمهم من المراهقين، في عيادته للطب النفسي للأطفال في منطقة باكيركوي بإسطنبول.
زرع ذكريات كاذبة
عمد الطبيب على جعل هؤلاء الأطفال يعتقدون أن لديهم عشرات الشخصيات وأنهم تعرضوا للاغتصاب من أفراد أسرهم في عقلهم الباطن.
وحاول الأستاذ إقناع بعض الأطفال الواقعين تحت تأثيره بتقديم شكوى جنائية ضد والديهم.
ووفقا للصحيفة التركية، ففي بعض الحالات، قام بإقناع الأطفال بتسميم وقتل والديهم.
أعطى الطبيب الكيتامين للأطفال، وهو دواء يُعطى فقط أثناء التخدير في المستشفى، بنفس الجرعة المستخدمة في الحيوانات.
الكيتامين هو دواء انفصالي، مما يعني أنه يعمل على مواد كيميائية مختلفة في الدماغ لإنتاج تشويه بصري وسمعي، والانفصال عن الواقع.
وقد تقدم والدا الطفلين الواقعين تحت تأثير الطبيب النفسي بشكوى ضد الطبيب بعد أن أصبح طفلاهما يبتعدان عنهما أكثر فأكثر، بل وتقدما بشكوى جنائية ضد الأب بتهمة الاعتداء الجنسي.
حتى أن هؤلاء الأطفال حاولوا إيذاء أنفسهم أو الانتحار. حتى أن زور أوغلو أقنع عائلة بالسماح لأطفالهم بالعيش في منزله.
وكشفت اختبارات المستشفى أن كلا الطفلين قد تم إعطاؤهما الكيتامين.
أدرك مكتب المدعي العام تقديم 5 أطفال آخرين شكاوى مماثلة ضد والديهم وكان لديهم تقارير مماثلة جدا من زور أوغلو في ملفاتهم.
اعتقال الطبيب المتهم ومعاونيه
واعتقلت الشرطة في 14 سبتمبر الطبيب النفسي وزوجته طبيبة الأسنان واثنين من علماء النفس العاملين معها، وسكرتير العيادة وطبيبا يعمل في مستشفى عام، الذين زُعم أنهم زودوا زورو أوغلو بعقار الكيتامين بشكل غير قانوني.
تم العثور على عقار الكيتامين في أنبوب زجاجي في منزل زور أوغلو.
وشهد الطبيب النفسي بأنه قام بإعداد تقارير الاعتداء الجنسي لأكثر من 40 طفلا وأوضح إعطاء الكيتامين للمرضى كجزء من عملية العلاج.
ودافع بأنه لم يقترح على الأطفال قبول الإساءة ولم يقبل الادعاءات بأنه هدد أهالي الأطفال وطالبهم بالمال.
في 14 سبتمبر، تم القبض على زور أوغلو والطبيب الذي زوده بالكيتامين، وتم إطلاق سراح المشتبه بهم الآخرين بموجب إجراءات المراقبة القضائية.
وأفادت الصحيفة أن النيابة حددت ما لا يقل عن 15 حالة مشابهة للأطفال المذكورين. في الماضي، تم رفع دعاوى قضائية واعتقال أشخاص نتيجة تقارير زور أوغلو في قضايا اتهم فيها أطفال والديهم.
ويعتقد مكتب المدعي العام أن زور أوغلو قام بتشخيص أكثر من 180 طفلا مصابين باضطراب الهوية الانفصامية، ويجري التحقيق في مصير هؤلاء الأطفال وأسرهم.