تطورات هامّة… ومؤشرّات يجب رصدها!

كان إلى الأمس القريب لقاء سفيريْ المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية أمراً مُستغرباً، حيث بات اليوم من الأمور الملحة بعد التطورات التي أعقبت الإتفاق بين البلدين، فجاء لقاء أمس الأول ضمن هذا الخطّ البياني المتصاعد في تطبيق العلاقات، وليجعل من الإيراني اللاعب السادس على طاولة الخماسية الدولية المعنيّة بملف الشغور الرئاسي.

إلّا أن اللافت في المشهد السياسي اليوم التحسّس السعودي من الدور القطري والذي ترجم بعودة لحراك سفير المملكة وليد البخاري على مختلف المستويات ومحاولة إستقطاب الضوء الذي حاول القطري التفرّد به.

ويعتبر رئيس تحرير موقع 180 بوست الصحافي حسين أيوب، أنّه من “البديهي أن يحصل اللقاء بين السفيريْن السعودي وليد البخاري والإيراني مجتبى أماني في ضوء الخط البياني المتصاعد على صعيد تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية ولا سيّما على الصعيد الثنائي، ديبلوماسياً وتجارياً واقتصادياً”.

وفي الإطار هذا، وإذْ يلفت أيوب خلال حديثٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة أنّه “حصل تواصل بين السفيريْن في وقت سابق وخاصة عندما لبَّى عدد من السفراء دعوة السفير السعودي إلى مأدبة غداء في الأشهر الماضية”.

 لكنه هنا يُشير إلى أنّ “أهمية اللقاء الثنائي أنه لم يُعقد بمبادرة من السفيريْن في بيروت بل بقرار مركزي من الإدارتيْن السعودية والإيرانيّة، كما وأنْ يُعقد في هذا التوقيت ثمّة إشارة إلى أن البلديْن يستعدّان للإنتقال من مناقشاتهما المتصلة بالعلاقات الثنائية إلى عدد من الملفات الإقليمية”.

ووسط هذه الأجواء، يُشدّد أيوب على أنّه “لا بد من القول أنّه ثمّة ديناميّة سعوديّة جديدة على صعيد لبنان وسوريا والعراق”، لافتًا إلى أنّه “في سوريا إتُخذ القرار بتطبيع العلاقات ووصل وفد سعودي أمني ولوجستي وإتخذ لنفسه مقر اقامة في أحد فنادق العاصمة السورية، كاشفا عن أن السفارة ستبدأ مهامها مطلع الشهر المقبل، من خلال التدرج الدبلوماسي ففي المرحلة الأولى على مستوى القائم بالأعمال وفي المرحلة الثانية سيكون هناك سفير مكتمل المواصفات في كل من دمشق والرياض”.

اما على المستوى العراقي، فيوضح أيوب أنّ “هناك زخماً متصاعداً في العلاقات الثنائية بدأ مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ويستمرّ مع رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني”.

 وفي الموضوع الداخلي اللبناني ما يلفت إنتباه أيوب هو “حركة السفير السعودي وليد البخاري الذي زار مباشرة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان… هذه الزيارة جاءت عشية توجه دريان إلى الدوحة. وما يسري على دار الفتوى يسري على مؤسسات سنية طلب منها السعوديون تحديد إحتياجاتها للمرحلة المقبلة من دون إعطاء وعد قاطع بتقديم أيّ إلتزام”.

 هنا يلحظ أيوب أنّ “كل ذلك يشي بتجدّد التحسّس السعودي من تصاعد الدور القطري في لبنان. ويزيد الطين بلة الحديث عن عودة الموفد القطري إلى بيروت في الوقت الذي تُحاول فيه الخماسية التحرك بشكل جماعي في بيروت”.

من جهة ثانية، وعلى “وقع الخط البياني المتصاعد في العلاقات الإيرانية السعودية”، يرى أيوب أنّه “ثمة تطورات يجب رصدها في المرحلة المقبلة. هل ينتزع السعوديون دورًا معيّنًا كانت تلعبه الدوحة وعمان كوسيط بين طهران وواشنطن؟”.
هذا ويعتبر أنّه “إذا نجح المسعى السعودي سينعكس ذلك في العديد من الساحات”.

وفي ضوء كافّة هذه التطورات، يرى أنه “لا بدّ في المرحلة المُقبلة من رصد مؤشرّات حول بدء العدّ العكسي لفرصة فتح الحوار بين حزب الله والسعودية”. 

ويُضيء أيوب على نقطة هامّة، وهي تتمثّل أن “معظم من إلتقوا البخاري بعد عودته إلى بيروت لمسوا مقاربات جديدة في الخطاب السياسي السعودي. حديث بلغة هادئة عن حزب الله وتقييم إيجابي لعقلانيّة حزب الله في التعامل مع الملف الداخلي وإشادة بدور إيران في إخماد نيران الحرب الإقليمية التي يريد بنيامين نتنياهو إشعالها. دعوة إلى ضرورة إنفتاح المعارضة اللبنانية على حزب الله خاصة بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون بغض نظر متعمد من حزب الله”.

ولدى سؤاله عن وجود رابط ما بين إلغاء جولة سفراء الخماسية وموقف “الثنائي الشيعي” من الملف الرئاسي، يُجيب أيوب: “لا أعتقد أن هناك أي رابط بين إلغاء الجولة وموقف الثنائي الشيعي من الملف الرئاسي… القصة متصلة باللجنة الخماسية نفسها… كما أنني أعتبر أن الخماسية بيت بمنازل كثيرة… هكذا بدأت وهكذا تستمرّ ولا فاعليّة عمليّة إلا للأميركيين والسعوديين وللعضو السادس غير المرئي في الخماسية أيّ إيران”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى