طبول الحرب تُقرع على أكثر من جبهة… قواعد الاشتباك تتبدّل لتطال “الحرس الثوري” في سوريا
لليوم الـ106 على التوالي، تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة وأنحاء من الضفة الغربية، فيما لا تزال الجبهة الجنوبية للبنان تستعرّ، على وقع تغيّر “قواعد الاشتباك” الذي بدأت تتجلّى معالمه مع كل غارة يشنّها الجيش الإسرائيلي.
هجوم المزّة
ففي جديد اشتباكات السبت، قصف الجيش الإسرائيلي مبنى بحي المزّة في دمشق، كان يُعقد فيه اجتماع لقادة من “الحرس الثوري الإيراني”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 10 أشخاص بينهم مسؤول في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه، إضافةً إلى عنصرين آخرين من الحرس، وعدد من عناصر القوات السورية، فيما أشارت المعلومات الى أن الإيراني الذي قتل هو المسؤول عن نقل الأسلحة لحزب الله الى لبنان.
إيران تتوعّد
وردّاً على الهجوم، حذّر الرئيس الإيرانيّ ابراهيم رئيسي من أنّ بلده لن يترك الضربة التي وصفها بأنها “هجوم جبان” من دون ردّ، معتبراً أنّها “دليلٌ على الفشل المتزايد للنظام الصهيوني غير الشرعي في تحقيق أهدافه الشريرة في مواجهة مقاتلي محور المقاومة”.
صاروخ البازورية
وفي تطوّر لافت على جبهة جنوب لبنان، قصف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى منذ حرب تموز في 2006 بلدة البازورية، وهي مسقط رأس الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، حيث استهدف بصاروخ سيارة من نوع رابيد، ما أدى الى مقتل شخصين.
وأشارت مصادر عبر وكالة “رويترز” الى ان القتيلين هما من أعضاء حركة “حماس”، ليعود “حزب الله” وينعى في بيان المقاتل علي محمد حدرج “عباس” من بلدة البازورية.
الى ذلك، أغار الجيش الإسرائيلي على عدد من البلدات والقرى الحدودية منذ صباح السبت، حيث استهدف بلدتي رامية وعيتا الشعب، كما قصفت مدفعيته بعشرات القذائف اطراف بلدات رامية والناقورة وجبلي اللبونة والعلام والضهيرة.
وتعرّض سهل مرجعيون وتلة الحمامص والسهل بين برج الملوك ومدينة الخيام، الى قصف مدفعي بعد استهداف منطقة “الشقة” في عيترون وأطرافها وبلدة حولا، كما طاول القصف أطراف علما الشعب والضهيرة.
الحزب يردّ
وردّ حزب الله على الضربات الإسرائيلية، حيث أعلن استهداف تجمّع لجنود اسرائيليين في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية، وتجمّع آخر لجنود اسرائيليين في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة المناسبة وثكنة زرعيت، معلناً تحقيق إصابات مباشرة.
جنبلاط من عاليه
وخلال جولة له في عاليه، قال النائب والوزير السابق وليد جنبلاط إنّ “الحرب المندلعة في غزة مستمرّة وكذلك العدوان الإسرائيليّ على الجنوب، وقد تطول أكثر من سنة”، معتبراً ان الحديث عن أنَّ “الحرب ستتوقف والدولة الفلسطينية ستبصر النور، بعدما تذكّر الرئيس الأميركي ووزير خارجيته الدولة الفلسطينية، لا يجدي نفعاً”.
جنبلاط لفت إلى المحاولة التي يجريها مع “الرئيس نبيه برّي والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والمخلصين في البلد لتجنّب توسّع الحرب وإيقافها. فهناك أراضٍ محتلّة ومتنازع عليها، وكل مهمات هوكشتاين بهذا الشأن لم تنجح، لكننا نحاول من جهتنا، علماً أنَّ الحرب تتوسّع في المنطقة ولا نعرف مغامرات العقل الإسرائيلي، إنما في حال وقع الأسوأ كما في العام 2006، فنحن مستعدّون لاستقبال أهلنا من الجنوب، كما فعلنا في الماضي، لكن نتمنّى عدم حدوث ذلك”، على حد تعبييره.
وفي الشأن الداخلي، رأى جنبلاط ألا مؤشرات لانتخاب رئيس في البلاد، متمنياً المزيد من المساعي لانتخاب رئيس للأركان في الجيش اللبناني بعد التمديد للعماد جوزاف عون.
خلاف محتدم بين غالانت ونتنياهو
ويبدو أن الحرب في غزة بدأت تنقلب مفاعليها على الداخل الإسرائيلي، إذ كشف موقع والا الإسرائيلي أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت حاول اقتحام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدي، كما هدد غالانت وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بإحضار قوّة غولاني للسيطرة على الوضع.
الخارجية الفلسطينية تناشد
بدورها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بوقف فوري لإطلاق النار، وليس الاكتفاء بتشخيص الكارثة الإنسانيّة، والتّحذير من أبعادها.
وأكّدت أنه “وبالرغم من المطالبات الدولية كافة بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، لا تزال أركان حزب اليمين الإسرائيلي الحاكم يمعن في الاستخفاف بجميع المواقف، والمطالبات الدولية، ويواصل قرع طبول الحرب، ومحاولة تسويق المزيد من المبررات لإطالة أمدها، بحجج وذرائع واهية لإطالة أمد بقائهم في سدة الحكم، وتنفيذ أهدافهم غير المعلنة في تفريغ قطاع غزة، أو شماله على الأقل من جميع السكان”.
غوتيريش: لوقف إطلاق النار
وخلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “الجميع يجب أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته وأن أي إنكار لهذا الحق غير مقبول”.
وقال غوتيريش: “إن رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليّين والفلسطينيّين، وكذلك إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول، وهذا من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح تهديداً كبيراً للسلم والأمن العالميين، ما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب وتشجيع المتطرفين في جميع أنحاء العالم”، مجدداً دعوته إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في غزة.