المعارضة المسيحية ممتعضة من مواقف ميقاتي
تبدو قوى المعارضة، خصوصاً المسيحية منها، ممتعضة من المواقف الأخيرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، التي تعدّها منسجمة مع موقف “حزب الله”، الذي أعلن بوضوح ربط مصير جبهة الجنوب بمصير جبهة غزة.
ورأت عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب، أن ميقاتي يستكمل المسار نفسه الذي انتهجه منذ إقراره مع انطلاق الحرب بأن قرار الحرب ليس بيد الحكومة، وهو مسار الإذعان لقرارات “حزب الله”، مذكرة إياه في تصريح لـ”الشرق الأوسط” بأنه “رئيس حكومة، وبالتالي من المفترض به الالتزام بالبيانات الوزارية المتتالية للحكومات المتعاقبة، وآخرها حكومته، التي تتحدث بوضوح عن القرار 1701 الذي يتحدث عن قيام الحكومة بإدارة حدودها ومنع تسرب السلاح والتصدي لوجود مسلحين في منطقة جنوبي الليطاني”.
من جهته، رأى عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” إلياس حنكش في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، أن هناك تناقضاً كبيراً يطبع مواقف الرئيس ميقاتي، الذي بدأ بالحديث عن أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة، وعاد ليقول إن قرار السلم لديها، قبل أن يربط بين الساحات بربط مصير غزة بمصير لبنان.
في المقابل، شدد النائب أحمد الخير، عضو تكتل “الاعتدال الوطني”، وهو قريب من الرئيس ميقاتي، على أنه “لا يمكن قراءة موقف ميقاتي على قاعدة (لا إله) من دون أن نكمل (إلا الله)، وذلك بالاستناد إلى كل مواقفه السابقة واللاحقة التي تشدد على مرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم، والتزام لبنان بالقرار 1701، والحرص الرسمي على النأي بلبنان عن مخاطر توسع الحرب في سياق ملاقاة جهود كل الدول العربية والغربية في هذا الإطار”، مشيراً، في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إلى أنه “لا يمكن وضع موقف الرئيس ميقاتي في خانة تبني موقف حزب الله على الإطلاق، إنما في خانة مقاربة الأمور بواقعية ومسؤولية، من منطلق إنساني ووطني وعروبي، يُجمع على تحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية استمرار الحرب بفعل الإبادة التي يرتكبها بحق أهلنا في غزة، ومسؤولية أي احتمال لتوسع الحرب بفعل الاعتداءات الموصوفة التي يرتكبها بحق السيادة اللبنانية، التي يخرق من خلالها القرار 1701 بشكل خطير جداً، من دون أي رادع، ومن دون أن يقيم أي وزن لأي اتفاقات أو قرارات دولية”.