فادي إبراهيم يفتقد الدعم المطلوب من الدولة اللبنانية

جاء في الشرق الأوسط:
منذ بداية مشواره التمثيلي ترك فادي إبراهيم بصمة عند اللبنانيين. شاب يافع وبهي يملك حضوراً أخاذاً على الشاشة الصغيرة، سرق انتباه الجميع. جاء أداؤه العفوي ليضيف تألقاً إلى الكاريزما التي يملكها. فالممثل فادي إبراهيم يندرج على قائمة الفنانين اللبنانيين العمالقة. بريقه الذي راح يزداد يوماً بعد يوم من خلال أعمال قدمها، أدرجته على لائحة الممثلين المميزين محلياً وعربياً.

على الشاشة الصغيرة كما على المسرح، لم يمر فادي إبراهيم مرور الكرام. فنان لبناني من الطراز الرفيع أحدث الفرق على الساحة. وتحوّل من ممثل في أعمال محلية إلى نجم عربي في مسلسلات مختلطة.

اليوم يخوض إبراهيم تجربة قاسية إثر تدهور وضعه الصحي. فهو يرقد في مستشفى قلب يسوع في منطقة الحازمية منذ نحو ثلاثة أشهر. ومن المتوقع أن يبقى هناك لمدة موازية إلى حين انتهاء علاجه. يعاني إبراهيم من مرض السكري الذي أدّى بعد تفاقم نسبته في الدم، إلى بتر قدمه وبعض أصابع يده. وقد يخضع لعمليات جراحية متتالية في حال تطورت أحواله إلى الأسوأ.

يقول نقيب الممثلين نعمة بدوي إن إبراهيم ورغم كل هذه الصعاب، لا يزال متماسكاً وصلباً. يوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معنوياته مرتفعة جداً، وابتسامته لم تغب عن وجهه. زملاؤه بأجمعهم وقفوا إلى جانبه وساندوه في محنته هذه. حتى إن بعض نجوم الطرب فاجأوه بمدى اهتمامهم بوضعه. فهم لم يتوانوا عن تقديم المساعدة المادية له».

إضافة إلى معاناته من مرض السكري تعرض إبراهيم إلى فشل كلوي اضطره للقيام بجلسات غسيل كلى مرتين في الأسبوع الواحد. «المشكلة أن تكلفة علاجه تجاوزت المبلغ الذي يغطيه التأمين الصحي. ولأن الأمر سيتطلب أشهراً إضافية كان لا بد لنا نحن النقابة من رفع الصوت لتقديم المساعدة المالية له».

يقول النقيب بدوي إن إبراهيم أوكله بهذه المهمة، ليكون المرجع الوحيد لتلقي المساعدات. «مع الأسف فتحت صفحات إلكترونية، فما كان منه إلا أن أوكلني بالقيام بمهمة تلقي المساعدات تلك رسمياً».

يدعو بدوي كل من يرغب في تقديم العون لفادي بالاتصال به شخصياً. وبسبب غياب الدولة اللبنانية عن التكفل بمصاريف علاج فادي إبراهيم، أبدى معظم زملائه استياءهم من هذا الموضوع.

«من العيب أن يصل ممثل لبناني إلى هذا الدرك بعد إهمال كبير من قبل الدولة اللبنانية»، تقول زميلته الممثلة كارمن لبس. أما الفنانة إليسا فحرصت على توجيه رسالة دعم مباشرة له: «أرجوكم خلينا كلنا نوقف حد فنان كبير قدم كتير للفن، بس الفن ما قدملو شي».

ولأن إمكانيات النقابات الفنية في لبنان خجولة، صدحت أصوات رؤسائها يطالبون بمد يد العون لفادي إبراهيم. ويعلق النقيب بدوي لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة تكفلت بدفع تكلفة غسيل الكلى بمبادرة من وزيري الثقافة والصحة القاضي محمد وسام المرتضى والدكتور فراس أبيض. وهو ما يوازي 1400 دولار في الشهر، ولكن إقامته الطويلة في المستشفى تتطلب مبالغ ضخمة. القصة ليست بازاراً لأن كرامات الناس لا يمكن اللعب بها. إنه نداء من القلب لكل من يرغب في تقديم العون لفادي».

وكان فادي إبراهيم قد أصدر بياناً لقطع الطريق على أي شائعة حوله. وقال فيه: «أصدقائي وأحبائي، أتقدّم منكم بأسمى آيات الشكر والامتنان لمحبتكم واهتمامكم الكبير بوضعي الصحي الحرج، الذي عبّرتم عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنوّه بالجهود التي تبذلها نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون التي تتابع منذ البداية كلّ التفاصيل، ولديها الجواب عن أي سؤال، وتحديداً بشخص النقيب نعمة بدوي. مع خالص شكري وامتناني ومحبتي. فادي إبراهيم».

صديقه منذ أكثر من 30 عاماً المخرج إيلي المعلوف تحدث عن وضع فادي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «علاجه هو من مسؤولية الدولة اللبنانية، ولكنها مع الأسف لم تقدم له العون المطلوب. فادي ليس فناناً عادياً، ولن يتكرر. فهو رقم صعب على الساحة الفنية، ومن غير المسموح أن يتم إهماله في عز حاجته لوطنه».

لم يترك فادي إبراهيم لبنان أو فكر بهجرته يوماً، رغم حيازته على الجنسية الأسترالية من ناحية والدته. قدم أعمالاً فنية حفرت في ذاكرة المشاهد اللبناني والعربي. بعض أدواره لا ينساها اللبنانيون فبقوا حتى الساعة ينادونه بـ«نادر صباغ»، الاسم الذي حمله في مسلسل «العاصفة تهب مرتين». وبـ«نادر مش قادر» من مسرحية لعب بطولتها للراحل مروان نجار. وحفظه كثيرون بشخصيات جسدها كـ«إبراهيم باشا» في «ياسمينة» و«الخواجة وجيه» في «كل الحب كل الغرام». كما يتذكرونه في شخصيات أيوب والحوت وفريد نحاس وبهاء في «ثورة الفلاحين»، و«2020»، و«للموت 2»، و«سر».

إلى جانب التمثيل عمل فادي إبراهيم في ماكياج الممثلين. فبرع أيضاً في مهنة تتطلب الحس الفني الرفيع.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى