سحب ترشيح فرنجية رهن التوقيت المناسب
ما زال التوافق على مصطلح التمديد لقائد الجيش يضفي جوّاً هادئاً وإيجابياً على البلاد في فترة الأعياد التي شهدت حركة لابأس بها على الرغم من التوتر الحدودي والضائقة الإقتصادية التي يعاني اللبنانيون من آثارها، وهذا دليل على الحيوية التي يتمتع بها الشعب اللبناني وقدرته على تمييز شعلة النور في نهاية النفق وتلمّس سبيله إلى الإنفراج في نهاية المطاف.
هذه الأجواء الإيجابية يؤمل أن تجد طريقها المستدام نحو المزيد من السعي السياسي لمنح اللبنانيين مزيداً من الإستقرار، عبر بذل المزيد من الجهود والتنازلات المتبادلة اللازمة لإخراج لبنان ونظامه من غرفة الطوارئ إلى غرفة العناية الفائقة تمهيداً لانتخاب رئيس للجمهورية نتيجة معادلة “لا غالب ولا مغلوب”، بحسب ما قالته مرجعية سياسية سابقة، رأت بأن التوقيت اليوم مناسب جداً وبأن هذا الهدف متيسّر وإن لم يكن بلوغه يسيراً ويحتاج إلى كثيراً من الجهود الداخلية المدعومة بوساطات خارجية، بشرط أن يعترف الجميع بأن لبنان لم يعد قادراً على البقاء في حالة الشلل الذي يكاد أن يؤدي إلى الموت السريري.
وعبّرت المرجعية عن ملاحظتها لجملة معطيات تسبق عادة إعادة النظر بالسلوك المتّبع في المعركة، بعد فشل التوصل إلى الضربة القاضية وضرورة التوصّل إلى صيغة التعادل، بعدما أدّى الشغور الرئاسي دوره في تظهير موازين القوى التي أفرزتها الإنتخابات النيابية الأخيرة وإرساء نهج الدولة حتى بنتيجة تسوية شرط أن يكون معيار الأكثرية والأقلية حاضراً في بنودها، بدءاً من هوية الرئيس المقبل مروراً بتسمية رئيس الحكومة، طبقاً للنص الدستوري، وتعيين الوزراء وفقاً لحجم التمثيل السياسي الذي منحه الشعب، مصدر السلطات، للقوى السياسية.
كما أثنت المرجعية نفسها على المواقف المتكررة الصادرة عن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية حول استعداده لسحب ترشيحه الذي بات يحتاج فقط إلى الإعلان الرسمي ويبقى التوقيت رهن التطورات التي سيبدأ تظهيرها مع بداية العام الجديد، على أمل أن يظهر مسك الختام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل.