معركة الرئاسة.. القوات تنتظر التسوية الاقليمية؟
منذ التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، باتت القوى السياسية على اختلافها تتعامل بطريقة مختلفة مع استحقاق رئاسة الجمهورية، اذ عاد النقاش الدستوري مجدداً وعاد معه الحديث عن المرشحين وحظوظهم، لكن في الوقت نفسه لا يزال الحذر سيد الموقف خصوصاً في ظل المعارك جنوب لبنان التي تفرض نفسها بشكل كبير على الحياة العامة بكل جوانبها وتفاصيلها.
نجح حزب “القوات اللبنانية” بالتمديد لقائد الجيش مستفيداً من الضغط الخارجي ومن تقاطعات داخلية كان احدها مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي ادار جلسة التمديد بشكل مناسب، لذلك فقد شعرت معراب بأنها حققت انتصاراً سياسياً عاماً، ومسيحياً خاصاً في ظل الرفض الكبير الذي اظهره رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل لإستمرار عون في مهامه في قيادة الجيش.
نجاح” القوات” حوّل إهتمامها إلى الاستحقاق الرئاسي وفتح شهيتها على إنتصار مماثل يحسم المعركة بينها وبين سائر القوى المسيحية، ولو على حساب تغيير جدي في استراتيجيتها الداخلية، فبدل الاستمرار في مسار حازم في التعاطي مع الاستحقاق، بدأت معراب العمل بليونة أكبر خصوصاً لجهة القوى السياسية الراغبة بالحل والتي يمكن الوصول معها الى قواسم مشتركة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن “القوات اللبنانية” لن تعرقل الحوار الذي يرغب رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة إليه، وان كانت تقترح صيغا مختلفة غير جماعية، اذ ان العلاقة مع بري عادت إيجابية والقوات ليس لديها اي رغبة في استفزاز بري بل ترغب في دفعه الى حلّ وسط وتسوية رئاسية كما حصل في التمديد لقائد الجيش. وعليه فإن التنازل ممكن قواتياً لكن من دون تحقيق نصر مجاني لـ”حزب الله” اولاً ولباسيل ثانياً.
وترى المصادر أن “القوات” تفضّل إنتظار التسوية في المنطقة، لانها ستؤدي إلى تنازل “حزب الله” لبنانياً وانهاء فرص مرشحه سليمان فرنجية وهذا الامر سيفتح الباب أمام شخصيات تحظى بدعم وغطاء خارجي مثل قائد الجيش او مرشحين اخرين تربطهم علاقة جيدة مع معراب في مقابل علاقة سيئة وغير مستقرة مع رئيس “التيار” جبران باسيل، وهذا ما سيؤدي إلى توجيه ضربة قاسمة للرجل داخل الساحة المسيحية.
تتحول الساحة السياسية اللبنانية تدريجياً إلى التأقلم الكامل مع احداث المنطقة والمعارك في الجنوب، وهذا ما يفتح باباً أمام عودة المشاورات العملية بين القوى والاحزاب الاساسية، ووضع الاطر للتسويات الداخلية وقد يبدأ البازار الرئاسي الذي يأخذ فيه الجميع بالحسبان كيفية تسجيل نقاط سياسية وتحصيل المكاسب خلال العهد المقبل، وعليه سيكون لبنان جاهزاً للتسوية، خصوصاً ان طرفي الخلاف الداخلي الاساسيين، “القوات” و”حزب الله”، يعطون الاولوية للحل في المنطقة قبل بحث اي استحقاق داخلي..