مقتل الجنرال رضي موسوي يرفع التوتر… وتدهور واسع في الجنوب
كتبت صحيفة “نداء الوطن”: أتى التدهور الواسع على الحدود الجنوبية أمس غداة مقتل قائد بارز في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال السيد رضي موسوي، في غارة إسرائيلية على مشارف دمشق. ورضي موسوي هو أعلى قائد في «فيلق القدس» يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني 2020.
وعلى الرغم من عدم إعلان «حزب الله» من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، ارتباط تطورات الجبهة الجنوبية الأخيرة بمصرع الجنرال الإيراني، إلا أنّ المعطيات الديبلوماسية والميدانية تشير الى دخول عامل جديد يزيد «منسوب التوتر في الشرق الأوسط»، على حد تعبير «وكالة الصحافة الفرنسية».
وفي سياق متصل، جدّد مصدر ديبلوماسي عبر «نداء الوطن»، تنبيهه القيادات اللبنانية، ومعها «حزب الله»، من مغبة «الخضوع للاستفزاز الإسرائيلي المتمادي، الذي تجاوز في تجروئه حدّ توجيه ضربات جوية في عمق يتعدى العشرين كيلومتراً»، كما حصل في الأيام الأخيرة في جبشيت، جبل الريحان وجسر الخردلي، وكلاهما يقعان شمال مجرى نهر الليطاني». وأضاف المصدر: «وبعكس الانطباع السائد، بأن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يمتلك القدرة على منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من توسيع المواجهة من غزة الى لبنان، تبيّن أنّ لا امكانية مطلقة لدى واشنطن في التأثير على نتنياهو، لأسباب أميركية داخلية تتصل بالانتخابات الرئاسية، وبمستقبل نتنياهو الشخصي الذي يقع بين حديّ المحاكمة والخسارة السياسية التامة».
وحذّر المصدر من أنّ «الخشية كبيرة من ان يعمد نتنياهو الى توسيع الحرب في اتجاه لبنان. وحينها ستكون واشنطن أمام خيار تبنّي التوجه الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ لبنان بوضعه الحالي المهترئ على كل الصعد، لا يتحمل الدخول في حرب أياً تكن موازين الردع المتبادل».
وأكد المصدر أنّ «من مصلحة لبنان التمسك بتنفيذ القرار الدولي 1701، بعدما صار واضحاً أنّ نتنياهو يريد جرّ لبنان الى حرب تحرج القوات الأميركية في المتوسط، ويجبرها على الدخول في الحرب لعل إيران تدخل الحرب أيضاً، ونصبح أمام عملية تدويل تؤدي الى مسار سياسي جديد يتجاوز عبره نتنياهو كل مشكلاته الداخلية». ودعا لبنان الى «المسارعة في انجاز استحقاقاته، إذ من غير المقبول ان يبقى بلا رئيس للجمهورية».
ومن المعطيات الديبلوماسية الى التطورات الميدانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة تسعة جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها «حزب الله»، مشيراً الى أنّ أحدها أصاب كنيسة في قرية عربية دمّرتها الدولة العبرية عام 1951.
من جهته، أكد «الحزب» في بيان أنّ مقاتليه «استهدفوا الثلاثاء غرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيها إصابات مباشرة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح».
ومساء أمس، نقلت سيارات الإسعاف التابعة لـ»كشافة الرسالة الإسلامية» – الدفاع المدني، قتيلَين من السيارة التي قصفتها إسرائيل على طريق القليلة – المعلية القريبة من صور. ونعى «حزب الله» في بيان، مقتل أحمد حسن الديراني «أمير علي» من بلدة قصرنبا في البقاع، وهادي حسن عوالا «حيدر علي» من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي سياق متصل، اعتبر «حزب الله» في بيان نعيه الجنرال موسوي، أنّ إغتيال الأخير «اعتداء صارخ ووقح وتجاوز للحدود».
وكتبت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء: «السيد رضي موجود في سوريا ولبنان منذ عام 1987، يخدم جبهة المقاومة». وأفادت وكالة «إرنا الرسمية» أنه كان أحد رفاق سليماني الذي تحيي طهران ذكرى اغتياله الأسبوع المقبل.
وبحسب موقع «إيران إنترناشيونال» الايراني المعارض فإنّ موسوي يدير مؤسسة لوجستية إيرانية تأسست عام 1990 «تتولى تسلم المعدات التي تصل من إيران إلى سوريا وتخزينها. كما تتولى المؤسسة إدارة ممتلكات القوات الداعمة لحزب الله».
وهدّدت صحيفة «كيهان» الناطقة باسم المحافظين الإيرانيين «بردّ الصاع صاعات، في ساحات متعددة وطرق مختلفة ومتدرجة».
ومن طهران الى القدس، حيث أحجم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عن التعليق، ردّاً على سؤال عن الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة الجنرال موسوي، لكنّه قال إنّ القوات الإسرائيلية تعمل في كل أنحاء المنطقة.
بدوره، أجرى وزير الدفاع يوآف غالانت تقييماً أمنياً في القيادة الشمالية، وقال: «لن نسمح للوضع بالعودة إلى 6 تشرين الأول الماضي. نحن نضرب «حزب الله» بقسوة شديدة. إنّ سلاح الجو يحلّق بحرية فوق لبنان وسنزيد تلك الجهود. هناك شيء واحد واضح: لإعادة سكان الشمال، نحتاج إما إلى عمل توافقي أو إلى واقع جديد سنحققه من خلال العمل العسكري».