ما كشفه لابنته على فراش الموت صدمها… هل كان مجرما؟
في عرضها الأول للبودكاست الجديد يوم الاثنين بعنوان “Smoke Screen: My Fugitive Dad”، ناقشت أشلي رانديل الأميركية مسيرة اهتمامها بوالدها الذي يعاني من سرطان الرئة، مقابل ارتباكها بمفاجآت وأكاذيب أفصح عنها الأخير وهو على فراش الموت.
وفي التفاصيل، اعترف توماس رانديل بعد جلسة العلاج الكيميائي الأولى له بسرّ خطير ومذهل لابنته، إذ أنه كان مراهقا يبلغ عشرين عامًا عندما سرق مبلغ 215 ألف دولار من بنك في ولاية أوهايو، وهو هارب من العدالة لمدة تخطت الخمسة عقود، كما أن اسمه الحقيقي هو ثيودور كونراد.
وبالتالي طلب من ابنته عدم النظر في القضية ولكن بعد هذه المفاجأة، بدأت رانديل رحلة البحث في غوغل عن “اختفاء تيد كونراد”، وانهالت أمامها مئات المقالات والعناوين المخيفة مثل “صراف يسطو على بنك”. وفي حديث لها مع شبكة CNN، أفصحت رانديل عن المزيد من التفاصيل المثيرة حول قضية والدها المراهق الذي اختار فيلمه المفضل “The Thomas Crown Affair”كقدوة له للقيام بواحدة من أكبر عمليات السطو في تاريخ ولاية أوهايو، والتي قدرت قيمة مشروقاتها بما يعادل 1.7 مليون دولار اليوم.
وفي هذا السياق، روت ابنته أن والدها كان بائع سيارات في لينفيلد ومحترفًا في نادي الغولف الريفي، ومتعلّقًا بابنته الوحيدة، كما أنه ظهر في مباريات كرة القدم، والملفت للانتباه أنه كان يتبرع لجمعيات خيرية تابعة للشرطة المحلية وقضى ساعات في مشاهدة “NCIS” وعروض الجرائم. ولكن على المقلب الآخر كان الأخير في كليفلاند لصًّا مراوغًا يدعى تيد كونراد.
وفي تفاصيل عملية اختفائه بعد السرقة الكبرى، ان ما ساعد كونراد على الهروب كان أن البنك لم يكتشف أمر السرقة إلا يوم الاثنين، وبعد أسبوع على اختفائه، سقطت مركبة أبولو 11 على سطح القمر، فاحتل هذا الأمر التاريخي عناوين الأخبار، مما أدى إلى نسيان الصحافة أمر سارق البنك الغامض في كليفلاند.
ولكن لم يستسلم المحققون، وسلط المسؤولون الفيدراليون الضوء على قضيته في برامج الجرائم الحقيقية بعد العديد من مشاهدات كاذبة له، وحيرت قضية اختفاء كونراد لمدة خمسة عقود القطاع الأمني. وفي هذه الأثناء كان كونراد، المهووس بفيلم لستيف ماكوين عن سرقة بنك، قد بنى حياة جديدة في ماساتشوستس، كما أنه اختار الاستقرار في إحدى ضواحي شمال بوسطن، المدينة التي تم فيها تصوير الفيلم.
وتعتقد أشلي رانديل أن اختيار اسمه الأول الجديد قد يكون بسبب حبه وتقديره لشخصية توماس، الشخصية الرئيسية في فيلمه المفضل. والملفت في القضية أن والدها لم يعش كما لو كان مختبئًا، إذ أنه كان يصطحبها دومًا إلى المدرسة وخلال أيام إجازته، ورحلاتها المدرسية إلا أن الأمور الصغيرة بدأت تصبح منطقية بعد اعترافه، مثلًا كان دائمًا يطوّل لحيته ونادرًا ما كان يخلع قبعة البيسبول في الأماكن العامة.
وأخبرت رانديل الـCNN أنها ووالدتها كانتا تعلمان أن والدها لم يبق له سوى بضعة أشهر فقط للعيش، لذلك قررتا عدم مشاركة سره مع السلطات، وتوفي الأخير في أيار 2021، بعد شهرين من اعترافه. كما عبرت عن مدى تأثير العمل في البودكاست عليها إذ أنه ساعدها على اكتشاف بعض الإجابات والبدء في التوفيق بين سارق البنك الخفي في أوهايو مع الزوج والأب الشغوف الذي عرفته في ماساتشوستس.
وبعد وفاة والدها، ظهرت الشرطة عند باب رانديل وقالت إنها قررت إخبار الشرطة في حزيران 2022 ولكن السلطات الفيدرالية سبقتها في اكتشاف ذلك وأطلعتها على الموضوع.