رغم تجريمها من قبل القانون.. انتشار ظاهرة تذويب العملة في لبنان
لقد أصبحت العملة النقدية المعدنية في لبنان قطعة نادرة نجدها فقط في متاحف العملات أو في معامل تذويب المعادن بدلاً من أن تكون في صناديق المحلات أو جيوب المواطنين. إنها نموذج مصغر لما وصلت إليه العملة اللبنانية من انهيار وفقدان قيمتها الشرائية بعد أربع سنوات على استفحال الأزمة الاقتصادية.
على الرغم من أن تذويب القطع النقدية المعدنية خطوة يجرم عليها القانون إلا أن مصرف لبنان لم يتمكن من سحبها من الأسواق وبات ملاحقة الفاعلين أمر شبه مستحيل بل تضاعفت في الآونة الأخيرة نسبة الباحثين عن الربح عبر تجميعها وبيعها.
فالعملة المعدنية من فئة 250 ليرة، والتي يبلغ وزنها أكثر من5 غرامات تتكون من 3 معادن، وهي النحاس والألمنيوم والزنك، قيمة هذه الفئة التداولية هي 0.16 سنت.
حسب قيمة سعر الصرف الرسمي، لكنها في الواقع تساوي 0.02 سنت، بحسب سعر صرف السوق الموازية أما العملة النقدية المعدنية من فئة الـ 5000، فوزنها 6 غرامات مصنوعة بشكل أساسي من نيكل وستيل بسعر 0,02 $ للغرام الواحد.
ومع استمرار الأزمة المالية وخسارة العملة الوطنية أكثر من 90 % من قيمتها فإنَّ صكَّ قطع نقدية جديدة من قبل المصرف المركزي غير وارد في الوقت الراهن فكلفة تصنيع العملة المعدنية أكبر من قيمتها الشرائية وتكبّد الدولة خسائر إضافية حتى لو كانَ عمرها التجاري أطول من العملة الورقية القابلة للتلف عبر الزمن.