عز الدين…تجديد الموقف من المقاومة و بناء دولة

أقام “حزب الله” احتفالًا تكريميًا في حسينية مدينة النبطية لشهداء بلدة الطيبة، بحضور شخصيات سياسية واجتماعية وفاعليات من المنطقة. وألقى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين كلمة، حيّا فيها “عوائل الشهداء والمشاركين”، مؤكدًا أن “الجيش هو جزء من هذا الشعب ونسيجه، وأن ما يمنع الدولة من اتخاذ قرار حاسم بمواجهة العدو الصهيوني هو غياب القرار السياسي الجريء، وهو غياب مستمر منذ تأسيس لبنان حتى اليوم”.
وأشار عز الدين إلى أن “المقاومة وتضحيات أبنائها، وعلى رأسهم الشهيد الشيخ نبيل قاووق، تشكل سجلّ فخر وعز لهذا الشعب”، لافتًا إلى أن قاووق كان “نموذجًا في الوفاء والإخلاص، حاضرًا في كل الميادين، يلاحق المجاهدين في الخطوط الأمامية والخلفية، وبدأ مسيرته الجهادية منذ الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مستجيبًا لنداء الإمام والولي الفقيه، متلمسًا في جهاده رائحة الجنة”.
وانتقد عز الدين السياسة الأميركية، معتبرًا أنها “لا تقوم على منطق المصالح أو الصداقة، بل على الهيمنة والقوة”، مضيفًا أن “تصريحات سياسيين أميركيين بلغة تماثل لغة العدو الإسرائيلي تعكس توجهًا واضحًا يضع إيران وحزب الله في خانة الأعداء، ويستهدف إسكات كل صوت يعارض مشاريع الولايات المتحدة”. كما استنكر “تراجع بعض الدول العربية عن دعم القضية الفلسطينية”، منتقدًا “الصمت الدولي إزاء الجرائم المرتكبة في غزة من قتل وتشريد وانتهاك للقوانين الدولية”.
وتناول عز الدين اتفاق الطائف، مذكّرًا بأن “إنهاء الحرب الأهلية وبناء الدولة كانا ثمرة هذا الاتفاق الذي نصّ على الإصلاحات والسيادة وتحرير الأراضي وحلّ الميليشيات”، مشددًا على أن “سلاح المقاومة لم يكن ضمن ملف الميليشيات، بل جرى تثبيته سياسيًا في البيان الوزاري الأول بعد الطائف كجزء من معركة تحرير الأرض”.
وأضاف أن “المراجع الدينية الكبرى، مثل السيد عبد الحسين شرف الدين، طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها في حماية المواطنين وتأمين الخدمات الأساسية لهم من كهرباء ومياه وتعليم واستشفاء، بدل الانشغال بتفاصيل ثانوية”. وأكد أن “ثنائي المقاومة الوطني الشيعي يسعى لبناء دولة قوية تحمي مواطنيها وتؤمّن لهم الرعاية، وأن شعارنا (نحمي ونبني) يجسد هذا الالتزام: حماية الناس وبناء مؤسسات قادرة على حفظ السيادة وطرد الاحتلال متى حانت الفرصة”.
كما استشهد بما جرى في مجلس الأمن الدولي مؤخرًا، مشيرًا إلى أن “14 دولة صوّتت لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسعي لتسوية تنهي الحرب، فيما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي، ما يفضح زيف شعاراتها حول الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وختم عز الدين كلمته بالتأكيد على أن “الشهداء سيبقون منارات في درب المقاومة، وأن الشعب لن يتخلى عن حقه في مقاومة الاحتلال حتى تحرير كامل الأرض”، داعيًا إلى “خطة شاملة لإعادة الإعمار بتمويل من الموازنة العامة، وإلى استمرار التنسيق بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في سبيل حماية الوطن وبناء ما دمّرته الحروب”. (الوكالة الوطنية)