التمديد لعون … بين الرغبة الاميركية وموقف “حزب الله”
عادت النقاشات السياسية في لبنان تطرح على الطاولة من جديد منذ أيام، ولعلّ ما يتمّ الحديث عنه على وجه التحديد هو استحقاق رئاسة الجمهورية وما إذا كانت القوى السياسية جاهزة لتحمّل تبعات الفراغ في قيادة الجيش أم أنها ستتّجه الى قرار التمديد للقائد الحالي جوزيف عون أو تعيين بديل له.
وفي هذا الإطار فإنّ “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل هم أكثر المتحمسين لفكرة إنهاء مسيرة قائد الجيش وإحالته الى التقاعد وعدم التمديد له، على اعتبار أن الخصومة السياسية بين باسيل وعون عميقة جداً اضافة الى أن رئيس “التيار” يشعر أن قائد الجيش هو مرشّح جدّي لرئاسة الجمهورية، وهذا ما لا يريده حتماً. لذلك بدأ باسيل منذ أسابيع اتصالات ومشاورات مع قوى سياسية متعددة بهدف إقناعها بالسير معه بفكرة عدم التمديد لعون، وبالتوازي مع ذلك بدأ النقاش بين باسيل وحلفائه أو المتقاطع معهم على عدم التمديد لعون عن البدائل التي يمكن طرحها على الطاولة والتي من شأنها أن تحسُم مسألة إحالة عون الى التقاعد.
حتى اللحظة لم يظهر أي توافق بين القوى السياسية على بديل لمسألة التمديد، بل على العكس هناك من يرغب بأن يكون البديل هو تعيين مجلس عسكري جديد وبالتالي تسليم رئيس الأركان، في حين أن باسيل لديه توجه آخر يقضي بتسليم صاحب الرتبة الأعلى من بين الضباط المسيحيين في وآخرين يدعمون تعيين قائد جيش جديد.
لكن أمام كل هذا المشهد ثمة إصرار اميركي واضح بالتمديد لعون ويبدو أن هذا الامر بات محسوماً من الجانب الاميركي، وهذا ما قد يكون “حزب الله” غير معارض له، على اعتبار أن التعامل مع شخصية يعرفها أفضل من شخصية جديدة لم يصر الى التعامل معها ابداً سيما في المرحلة الحساسة الراهنة والمرحلة المقبلة، لكن “الحزب” بدوره في حال تمّ الاتفاق بين حلفائه وتحديداً رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على عدم التمديد لعون وحصلوا على دعم من قبل “الحزب التقدمي الاشتراكي” فإنه لن يعارض هذا التوافق أيضاً.