تفاصيل مثيرة جداً عن “هجوم حماس”.. مسؤولو إستخبارات تحدثوا عن “مفاجآت”!

أوردت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تفاصيل جديدة عن هجوم حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول الماضي ضدّ المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لغزة، معتبرة بحسب مصادر إستخباراتية غربية وشرق أوسطية أنّ الهدف من تلك المعركة كان “إشعال حرب إقليمية كبيرة في الشرق الأوسط”.

وتحدثت الصحيفة عن مجموعة أدلة أشارت إلى أنّ حركة “حماس” إستخدمت تكتيكات وأساليب خدعت من خلالها مؤسسة الإستخبارات الإسرائيلية، وأضافت: “يقول المسؤولون إن المقاتلين التابعين لحماس كانوا يحملون ما يكفي من الطعام والذخيرة والمعدات اللازمة لعدة أيام، وكانت لديهم تعليمات بالاستمرار في التوغل في إسرائيل إذا نجحت الموجة الأولى من الهجمات، ومن المحتمل أن تضرب مدناً إسرائيلية أكبر”.

وذكرت الصحيفة انّ إحدى الوحدات الإستخباراتية “كانت تحمل معلومات استطلاعية وخرائط تشير إلى نية بمواصلة الهجوم حتى حدود الضفة الغربية”، وذلك وفقًاً لاثنين من كبار مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط ومسؤول أميركي سابق لديه معرفة مفصلة بالأدلة.

وبحسب الصحيفة، فإن “حماس” زادت من تواصلها مع نشطاء الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنّ الحركة تقول إنّها لم تخطر حلفاءها في الضفة الغربية بخططها سلفاً”.

أضافت الصحيفة أنّ “حماس نفسها فوجئت بالطبيعة الكاسحة للتوغل، وذلك وفقًا للبيانات العامة للجماعة والتقييمات التي تمت مشاركتها بشكل خاص مع الصحافيين”. في الوقت نفسه، قال مسؤولون إستخباراتيون حاليون وسابقون إن “قادة الحركة توقعوا أن يؤدي هجومهم إلى ما هو أكثر من مجرد الرهائن”، وفق ما ذكرت “واشنطن بوست”.

وقال محللون إنّ “حماس خططت وأعدت بدقة لمذبحة ضد مدنيين إسرائيليين على نطاق من المرجح أن يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال قوات إلى غزة، والحقيقة أن قادة حماس أعربوا علناً عن استعدادهم لتقبل الخسائر الفادحة والتي من المحتمل أن تشمل مقتل العديد من المدنيين في غزة”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير مطلع على معلومات استخباراتية حساسة: “لقد كانت رؤيتهم واضحة للغاية بشأن ما سيحدث لغزة في اليوم التالي… أرادوا حجز مكانهم في التاريخ – مكان في تاريخ الجهاد – على حساب حياة العديد من الناس في غزة”.

كذلك، يقول مسؤولو الاستخبارات إنّ “التخطيط للهجوم التاريخي ضد إسرائيل بدأ قبل أكثر من عام، وقد بذل مسؤولو حماس قصارى جهدهم لإخفاء الاستعدادات، حتى عندما ألقى كبار القادة تلميحات من حين لآخر بشأن نواياهم”.

وأضاف مسؤولو استخبارات غربيون وشرق أوسطيون أن “مسلحي حماس أثناء تدريبهم، قاموا بمراجعة المراكز السكانية والقواعد العسكرية بعناية لإنشاء لائحة من الأهداف المحتملة”.

خرائط المدن

ونشرت “حماس” طائرات استطلاع بدون طيار رخيصة الثمن لإنشاء خرائط للمدن الإسرائيلية والمنشآت العسكرية على بعد أميال قليلة من نظام الجدار العازل الذي بنته إسرائيل لعزل غزة بكلفة مليار دولار وللحصول على معلومات استخباراتية مفصلة.

وأكد مسؤولون استخباراتيون أن “حماس” حصلت على “معلومات إضافية من عمال المياومة في غزة، الذين سُمح لهم بدخول إسرائيل للعمل”، كما قامت بـ”مراقبة المواقع الإسرائيلية، ودراسة صور العقارات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تصور الحياة داخل الكيبوتسات ومخططات المباني والمنازل”.

ولفت علي صوفان، المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي في مجال مكافحة الإرهاب ومؤسس مجموعة صوفان، إلى أن “جمع المعلومات الاستخبارية لم يكن معقدًا بشكل خاص، لكنه كان منهجيًا”، وأضاف: “إذا كنت في السجن، عليك أن تدرس نظام أمن السجن، وهذا ما ظلت حماس تفعله منذ 16 عاماً… كانت معلوماتهم الاستخباراتية على الأرض أفضل بكثير من أي شيء يمكن أن يقدمه لهم الإيرانيون”.

وترى الصحيفة، أنه “بينما كانت المؤامرة تتقدم سراً، كان آخرون في قيادة حماس مشغولين بعملية خداع متطورة للغاية”.

وتوضح الصحيفة أن عملية الخداع كانت رسالة أراد الإسرائيليون سماعها، ومفادها أنّ “حماس لا تريد المزيد من الحروب”، وذلك بحسب الرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في أمان مايكل ميلشتاين.

وقال ميلشتاين، الذي التقى السنوار لفترة وجيزة قبل سنوات، إنّ “يوم السابع من تشرين الأول يحمل سمة أساسية لعمليات السنوار السابقة: معرفة الوعي الأساسي للجمهور الإسرائيلي”، ومن أجل دعم هذا التصور للاعتدال، توقفت الاشتباكات بين “حماس” وإسرائيل بعد ذلك.

بالنسبة للكثيرين في إسرائيل، كان ذلك دليلاً آخر على أن “حماس” قد تغيرت ولم تعد تسعى إلى صراع دموي، وتشير بعض التقارير إلى أن مسؤولي الحركة “مرروا معلومات استخباراتية حول الجهاد في فلسطين إلى الإسرائيليين لتعزيز الانطباع بأنهم متعاونون”.

وكان الهدوء النسبي على الحدود الجنوبية الغربية لإسرائيل موضع ترحيب، حيث كان المسؤولون الإسرائيليون منشغلين بالمشاكل في أماكن أخرى، فقد تعرضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتهديد بسبب الاضطرابات الداخلية التاريخية، بما في ذلك موجات غير مسبوقة من المظاهرات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومته اليمينية المتطرفة.

ورأى الجيش الإسرائيلي أن هناك تهديدًا أمنيًا أكبر بكثير من “حزب الله” في الشمال ومن الجماعات الفلسطينية العنيفة المنخرطة في اشتباكات متصاعدة مع الجنود الإسرائيليين والمستوطنين المسلحين في الضفة الغربية.

كذلك، تزايدت المخاوف الاسرائيلية بشأن الضفة الغربية خلال الصيف مع اكتشاف محاولات جديدة من قبل مجموعات خارجية لتسليح الفلسطينيين وتحريضهم على العنف.

مع هذا، فقد نجحت محاولات الخداع والتشتيت في النهاية، وفي غزة، تم تجاهل عمليات تسليح وتدريب فرق حماس الهجومية إلى حد كبير.

واستمر تدفق لقطات المراقبة وغيرها من البيانات إلى مراكز التنصت الإسرائيلية، لكن الاتصال الأكثر أهمية كان يحدث عبر القنوات التي لم يتمكن الإسرائيليون من الوصول إليها أو فشلوا في فهمها، كما قال مسؤولون حاليون وسابقون.

وفي السياق، قال عيران عتصيون النائب السابق لرئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي: “لقد كانوا يخدعون إسرائيل على المستوى الاستراتيجي، باستخدام أجهزة الراديو المحمولة وشبكات الأسلاك الأرضية في الأنفاق وغيرها من الاتصالات التي لم نتمكن من الاستماع إليها، بينما كانوا يستخدمون رموز ما يسمى بالشبكات المفتوحة، والتي كانوا يعرفون أننا نستمع إليها… لقد كانوا يخلقون واقعًا بديلًا”. (24.ae)

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى