معجون أسنان بنفسجي في أسواق لبنان.. الضرّر الناتج عنه أكثر من منافعه
بات معجون الأسنان البنفسجي حديث الساعة في عالم العناية بصحة الاسنان والفم، بعدما لفت الأنظار بلونه غير التقليدي ونتائجه التي تزعم الإعلانات تحقيقها. ويعتمد هذا المعجون على مبدأ الألوان المتقابلة، بحيث يتفاعل اللون البنفسجي مع اللون الأصفر المتراكم على الأسنان. ووفقاً للمروجّين لهذا المنتج، فإن اللون البنفسجي يقلل من مظهر اصفرار الاسنان، مما يجعلها تبدو بيضاء وأكثر إشراقًا على الفور.. فما رأي الخبراء بهذا المنتج المبتكر المستقدم الى السوق اللبنانية، هل نشهد سحر التبييض المنزلي أو أن اللبناني يبتاع وهمَ البياض؟
“طنة ع الفاضي”!
معظم من استخدموا المنتج البنفسجي السحري أفادوا بتغيير حصل في لون أسنانهم غير أنهم اشتكوا من اصفرار الاسنان بشكل مضاعف بعد ذلك. وتقول لودي، 25 عاماً، انها وبعدما شاهدت الإعلانات الترويجية للمنتج، خاصة انه بعدما ظهر بعض أطباء الأسنان بهذه الفيديوهات الدعائية، قررت شراء المعجون السحري للحصول على مظهر أسنان أكثر بياضاً وصحة.
وتضيف لودي في حديثها لـ”لبنان 24″ أنها كانت متحمّسة جداً لفكرة الحصول على مبيض فوري وفعّال للأسنان في منزلها. بحسب قولها: “اعتقدت ان لا حاجة بعد اليوم لانتظار الحصول على مواعيد في العيادات الطبية لتبييض وتنظيف الأسنان أو لارتداء صفائح الأسنان (goutiere dentaire). وتتابع: “في البدء كانت النتيجة مبهرة إلا أنني بعد شهرين من الاستخدام لاحظت ان اسناني “تجوّرت” وان أصفر القهوة أصبح ظاهراً أكثر من ذي قبل. وهنا أدركت أنني ارتكبت خطأ وأن النتيجة السحرية التي انتظرتها مكلفة والطنة والرنة الحاصلة للمنتج ليست بمحلها وعالفاضي”.
علمياً.. هل ينصح بهذا النوع من وسائل التبييض؟
لا أنصح أبداً باعتماد هذا النوع من العلاجات المنزلية، هذا ما تقوله د. غاييلأبي اللمع قصير، المتخصصة في طب الأسنان التجميلي والترقيعي، مشيرة الى أن “كل ما يقوم به الافراد خارج العيادات يعتبر غير مضبوط ولا يمكن السيطرة عليه”.
وتوضح أبي اللمع قصير للـ”لبنان 24″ ان “المادة البنفسجية المستخدمة كاشطة جداً وإن لم يدرك المرء كيفية استخدامها يمكن ان يحدث لنفسه مشاكل إضافية”، مفسرة أن “هناك أجزاء (طبقة) من الاسنان تُزال للحصول على اللون الأبيض، ونتيجة ذلك يصبح هناك ثقوب في الأسنان، بمعني آخر هذه المادة تتسبب بتآكل الاسنان فتصبح أكثر عرضة للتسوّس”.
كما تشير الطبيبة الى أن “المادة المستخدمة بهذا المنتج لنيل النتيجة السحرية المعلن عنها هي “بيروكسيد الهيدروجين” وبنسب عالية، غير ان المفروض ان يستخدم “بيروكسيد الكارباميت” في المنزل لأن الأول يلجأ إليه الأطباء في العيادات ويقومون باستخدامه بدقة وبطريقة مدروسة”.
أمّا بالحديث عن نظرية الألوان المعتمدة في الحملة الاعلانية، فتقول أبي اللمع قصير: “الترويج يعتمد على نظرية ان البنفسجي والاصفر تكون نتيجة تفاعلهما اللون الأبيض إلا ان لون الاسنان الطبيعي ليس أبيضاً ناصعاً وتختلف درجة الابيضاض من شخص لآخر”.
وعن الطريقة الأكثر فعالية والاسرع للحصول على أسنان بيضاء، تلفت الطبيبة الى أنه “وفقاً للدراسات، أفضل طرق تبييض الأسنان هو عبر اللجوء الى صفائح الاسنان، من ثم القيام بجلسة “ليزر” في العيادة لمضاعفة البياض ويتابع بعدها المريض العلاج باستخدام الانبوب في المنزل”، مؤكدة ان هذه الطريقة تعدّ الأقصر للحصول عل اسنان بيضاء لمدة قد تصل لعام تقريباً”.
أما الطريقة الثانية ومدة مفعولها أقل، فتعتمد على اللجوء لصفيحتين وأنبوب التبييض ويمكن تطبيقها من المنزل، وفقاً لأبي اللمع قصير التي تلفت الى أنه يجدر بالشخص المُعالج ان يلتزم لأسبوعين كاملين بالعلاج من دون أن يتناول مأكولات تسبب بتلوين الاسنان. كما تشير الى ان التخلف عن العلاج ليوم او يومين قد يؤثّر على النتائج.
كذلك، تطرقت الاختصاصية بطب الاسنان التجميلي والترقيعي الى الأقلام المبيّضة التي زعم أنه بعد ملامسها للاسنان بوقت قليل يخفّ الاصفرار وان نتيجة الابيضاض فورية، قائلة: “هذه المنتجات غير مجدية لأن الريق سوف يزيل أي مادة توضع على الاسنان وبالتالي للحصول على بياض فوري على الأقلام ان تلون الأسنان باللون الأبيض”.