ساحة ساسين تتألق بالأضواء الإبداعية لطلاب الفنون في الجامعة اللبنانية
في احتفال نابض بالحياة والمواهب الفنية، أضيئت ساحة ساسين بأعمال طلاب الفنون في الجامعة اللبنانية، احتفالاً بافتتاح مسرح الإليزيه. أصبح قلب بيروت بمثابة لوحة فنية لهؤلاء الفنانين الناشئين، الذين أسرت تعبيراتهم الإبداعية الجماهير بمجموعة متنوعة من المواضيع والوسائط.
لم يعرض الحدث تألق أعمال الطلاب فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على الإحياء الثقافي لهذا المكان التاريخي، مما أعطى حياة جديدة للمشهد الفني للمدينة.
يعتبر مسرح الإليزيه معلمًا من معالم العصر الذهبي لبيروت، الذي لم تمحُه حتى نيران الحرب الأهلية اللبنانية. وقد استضاف أعمال فنانين عظماء وشهد روائع الفنان روميو لحود، حيث تم عرض حوالي 12 من إنتاجاته المسرحية على خشبته. يقع المسرح في ساحة ساسين، وقد تزين المسرح بمشاهير من بينهم طوني حنا، ملحم بركات، غسان صليبا، وجورجينا رزق. ازدهر المسرح من عام 1973 حتى عام 1993، عندما أدى حريق إلى إغلاقه لفترة من الوقت. لاحقًا، أعادته صباح بمسرحية لها استمرت لمدة عام كامل.
أعاد المسرح فتح أبوابه يوم الخميس 5 سبتمبر، بافتتاح المعرض الفني الجماعي بعنوان “طبقات الوجود”. معرض فني مستمر حتى 17 سبتمبر، يجمع أجزاء من مشاريع دبلوم السنة الثالثة لطلاب الجامعة اللبنانية الفرع الثاني، فرن الشباك، يعرض أعمالًا متنوعة وشخصية لسبعة طلاب: أغابي ماريا الخوري، علي حسين، أنطونيلا وهبه، ماريان بو عبود، موريل عبدو، نادين فياض، وسارين قونداقجيان.
المواضيع العامة التي يحملها المعرض هي الحميمية والعوالم الخفية التي كشف عنها الطلاب في مشاريعهم بعد مراقبة دقيقة لمحيطهم. تم الافتتاح بطاقة غامرة، حيث انغمس الزوار في تدفق ديناميكي من التجارب الشخصية العميقة المنقولة من خلال وسائل فنية مختلفة، من اللوحات التجريدية إلى الوسائط المختلطة.
دعت كل قطعة الجمهور إلى سرد حميم للهوية والنضال والأمل. تردد صدى تنوع وجهات النظر بقوة مع الحاضرين، مما خلق ارتباطًا قويًا بين الفن ومراقبيه، مما جعل الافتتاح احتفالًا لا يُنسى بالإبداع والتعبير عن الذات.
يتعمق كل مشروع في مواضيع فريدة، من الندوب الدائمة إلى العلاقات المعقدة بين الكائنات. استكشف الفنانون موضوعات التأمل، والتعبير البصري عن العواطف غير المفلترة، وكشفوا عن قصص تم الكشف عنها سابقًا في مشاريع الطلاب النهائية في السنة الثالثة. إنه يعرض رحلات حقيقية تصف تجارب شخصية، تتراوح من الألم إلى الأمل ومن الشك إلى البصيرة. يجمع هذا المعرض الجماعي بين مجموعة كاملة من التجارب، كلها متحدة في هذا السرد. تساهم كل قطعة بمنظور فريد، حيث تنسج بشكل جماعي نسيجًا غنيًا من الاستكشاف العاطفي والمفاهيمي.
تستكشف أغابي ماريا الخوري الندوب الدائمة للإساءة اللفظية والعاطفية، باستخدام طبقات من الكلمات والأشكال المجردة للتعبير عن التأثير المستمر للجروح غير الملتئمة على النفس والروح.
ينتقد علي حسين الظلم والوجود الثقافي من خلال استخدام الجريدة الرسمية، ويدرج في عمله لحمًا عاريًا مما يعطي أيضًا صورة قاسية لواقعه، باستخدام الكولاج واللون الأحمر.
تلتقط أنطونيلا وهبه الحالة التنويمية بين اليقظة والنوم، باستخدام درجات اللون الأحمر لاستحضار القلق والأحاسيس السريالية التي يتم تجربتها خلال هذا الانتقال.
تتأمل ماريان بو عبود بالانفصال والشوق الناجم عن وقت الشاشة المفرط، وتصور نفسها تهرب إلى عوالم المسلسل الذي تشاهده، بحثًا عن العزاء في الخيال.
تستكشف موريل عبدو التوتر بين الاتصال والمسافة، وتنقل شعور الفقد والشوق إلى شيء بعيد المنال، من خلال لوحات صغيرة وجذابة.
تصور نادين فياض الرابط الذي لا ينفصم بين والدتها وقطتها، مسلطة الضوء على الرابط العميق الذي يتشكل من خلال الروتين المشترك، مع رمز اللون الأحمر للحضور المستمر لوالدتها.
وأخيرًا، تقدم سارين قونداقجيان منحوتة ترمز إلى النقاء والقوة الداخلية وسط الشدائد.
فريق العمل:
- التنظيم والتنفيذ: نور خيرالله
- المكان والاستضافة: مسرح الإليزيه، فيروز أبو حسن، تيريزا صالح
- التصميم الجرافيكي والهوية البصرية: جوني سقيم
- التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو: إبراهيم القرن، باتريك خوند، كريم أبي زيد
- شكر خاص لـ: أنطونيلا وهبه وإدغار غندور